التخطي إلى المحتوى الرئيسي

المشاركات

عرض المشاركات من يونيو, ٢٠٢٤

نظرة ساخرة من حمار فرشوطي على أوضاع الوطن

قال لي حماري ياواد يامفرشط؛ تعرف حاجه عن الغم الدكر؟ قال لي حماري: "ياواد يا مفرشط، تعرف حاجة عن الغم الدكر؟ إذا ماكنتش تعرف، اسأل حمارك اللي ماشي معاك عن رأيه في الناس اللي عايزه تستحمرنا وتحولنا لخناجر نردد وراها إن الديمقراطية ردة وكفر وزندقة، وإن الليبرالية ضلال وانحلال، وإن المرأة عورة، وإن الثورة انقلاب." استمر الحمار في كلامه، وقال: "شوف لنا كدا حد يعرف يقولنا رأيه في الفشل الكلوي والكبدي والفشل التعليمي والفشل الإداري. يقولنا رأيه في الفقر الدكر وفي الغش وفي المعيشة وفي الرشوة، وفي النفاق والرياء والنخع والكذب والظلم والباطل ورغيف العيش أبو مسامير، والبؤس والعيال اللي قاعدين من غير شغل.. والتردي في أداء الخدمة، وعجز الموازنة ونهب فلوس الدولة وأراضيها وأسهمها.. والضغط على الروح والنفس، والتهريب والمخدرات، وأطفال الشوارع، والمطلقين والعوانس والمتفقهين.. والمستشرقين والمتنطعين والمستقلين والطامعين في السلطة وبائعي الدين بالدنيا.. واللي أكلوها ولعة.. والذين يفرقون دينهم شيعًا وأحزابًا." "اسأله يا عم عن رأيه في الناس دي اللي طلعت فجأة تتكلم عن الزندقة والكف

تاريخ القبيلة وتحكم الفرد: قراءة في جذور ثقافة اللوم

  فرشوطي محمد تُعتبر ثقافة اللوم ظاهرة متأصلة في العديد من المجتمعات الشرقية، ولها جذور تاريخية تعود إلى الأيام البدوية عندما كانت القبيلة هي الوحدة الاجتماعية الأساسية. في تلك الحقبة، كان زعيم القبيلة هو الشخص الوحيد الذي يمتلك السلطة المطلقة، والذي يقرر ما هو صواب وما هو خطأ. كان له الحق في لوم أي فرد من أفراد القبيلة في أي وقت يشاء، وبأي سبب يراه مناسبًا. هذا النهج التسلطي الذي اتسم به زعيم القبيلة، انعكس على البنية الأسرية والثقافية للمجتمع ككل. في هذا السياق، كانت الأسرة تستمد ثقافتها وسلوكها من هذه السلطة المطلقة للزعيم. فكما كان الزعيم يلوم أفراد القبيلة، كذلك كانت الأسر تلوم أبناءها. كان الأب أو الأم، بناءً على التسلسل الهرمي الذي يعكس النظام القبلي، يقررون ما هو الأفضل لأبنائهم. وغالبًا ما كان اللوم يستخدم كأداة للسيطرة والتوجيه، حيث كان يُفترض أن الكبار يرون أفضل ويفهمون أكثر من الشباب. اللوم كأداة للسيطرة في البيئة البدوية التقليدية، كانت الحياة قاسية وصعبة، مما استلزم وجود نظام صارم للحفاظ على النظام والاستقرار داخل القبيلة. وبالتالي، كان للوم دور كبير في توجيه السلوك وضبطه