التخطي إلى المحتوى الرئيسي

حمار فرشوطى وحارسات القذافى والـ..توك توكتك.... والشمسية

كتب / فرشوطى محمد /جاء حماري وهو يرفس فى الهواء ويضرب (بالجوز فى الهواء) وكأن أرجله أصبحت كسيف يحارب طواحين الهواء .. وقال أيه يا فرشوطى أفندى ... أيه اللى بسمعه وبشوفه فى الاعلام بتاعكم ده .. قتل .. وسحل ... ورصاص مطاطى .. وقنابل مسيلة ... ايه اللى جري للحكام بتوعكم دول؟هما مش عايزين يرحلوا ليه؟ لزقين فى الكراسي بصمغ سودانى وكأنهم كلاب  يلتفون حول جيفة نتنه ...هما مكفهمش اللى نهبوه وسرقوه من قوت الشعوب .. مش عايزين يتلحلحوا من فوق الكرسي ليه؟ .
قلت : هون على نفسك ايها الحمار
قال الحمار : اهون ... ماهونشي ليه ... قالولى هان الود عليك ونسيك وفات قلبك وحدانى.
قلت : ايه يا حمار انتى بتغنى مش كفاية الاصوات النشاز اللى قرفتنا وفرضت نفسها علينا... الم تعلم بأن انكر الاصوات هو صوت الحمير؟
قال ضاحكا:هيء هيء ...ايوه عارف ولكن ما أدراك ربما يكون عندكم انتم معشر البشر اصوات انكر من اصواتنا .... فهل يعجبك مثلا صوت الجدافى ؟
قلت : ايوه اه...بيعجبنى وبيسلينى وبيبسطنى وبيشكحنى قوى اخر انشكاح.
قال الحمار وهو يغمز بعينه: أنا عارفك يا فرشوطى باشا انت مش معجب به شخصيا ... انت معجب بحارساته الجمال اللى على كل لون يابطستا.
قلت ضاحكا : انت عارف ياحمار افندى ان فرشوطى بيه بيحب الجمال والجمال ولبن النوق ..
قال الحمار متوسلا : طيب والنبى احكى لنا حاجه كده من نوادر الجدافى مع الحارسات الجميلات ... الشقروات الفاتنات .. الاجنبيات...قول يافرشوطى قول وسمعنا ... ها نحن .. يا فرشوطى كما قال نزار -- ندخل مرةً أخرى لعصر الجاهلية.... ها نحن ندخل في التوحش... والتخلف .. والبشاعة .. والوضاعة.... ندخل مرةً أخرى .. عصور البربرية.......... قول وسمعنا.
قلت : والله ياحمار باشا عمك الجدافى ده يعتبر جحا عصره ...تخيل ان الحارسات اللى عجبينك قوى دول لازم ... ولابد ان يقرأن الكتاب الاخضر ثلاثة مرات يوميا .
قال الحمار : ايه ده ...يكونشي لبوس وصفه له الدكتور ليتناوله قبل الافطار وبعد الغذاء وفى المساء قبل النوم.... والله انا خايف يافرشوطى باشا احسن يطلع امى مبيعرفشي يقرأ ولا يكتب... وكل ده علشان يحفظوه الكتاب الاخضر. بذمتك هو بيعرف يقرأ ولا يكتب؟
قلت: عيب ياحمار .. عيب مش كده دا مهما كان راجل بيحكم اكتر من 40 سنه وبيصلى الجمعة فى ادغال افريقيا من الظهر الى تانى يوم .. وثانيا عنده توك توكتك... وبشيل شمسية بالليل ... وعنده خيمة ماشاء الله ولا خيمة هارون الرشيد .. عيب تقول كده عليه.
قال الحمار:عندك حق ... بلاش اتكلم فى السياسة احسن يتهمونى بالخيانة والعمالة والتجسس لحساب اسرائيل ...ياعم انا غلبان ..احنا عالم الحمير ما تعلمناش نقلل من اهمية الرجال اللى بيركبونا .. وغنى الحمار ( وشرح لها ) ثم قال الاحترام واجب لآنه ملك الملوك .. وكمان العميد ...عميد الحكام ... زى حسام حسن  ماهو عميد الكوره.. وكمان هو بصراحة يعنى افضل من العمداء كلهم . وافضل من عمدة بلدنا علشان دا مؤلف الكتاب الاخضر وصاحب نظرية الفاتح والمفتوح .(وتوقف الحمار ليلهث انفاسه ثم قال) بس والنبى يا استاذ فرشوطى تقولى بصدق .. بجد هو مؤلف الكتاب الاخضر .
قلت : بيقولوا كده
قال الحمار : طيب طالما هو المؤلف .. ليه قبل ماينام لازم .. ولا بد ان حارساته الحلوين الطعمين دول يقرأن له قبل النوم جزء من كتابه؟
قلت : ياحمار باشا اى كلمه يقولها الحاكم لابد وان يصدقه الشعب ان الحاكم هو ملهم الشعوب .. وحامى الجيوب ..
قال الحمار : فعلا الحاكم في العالم العربي هو القائد الأوحد ، القائد الخالد ، صاحب الجلالة...وشدى حيلك يابلد ... بس انا سمعت كده والله اعلم انه من كثرة ما قرأن له فى كتابه هذا خرج من خيمته منتشيا منفوش الريش ذات يوما والمعيز من حوله يجذبن أطراف جلبابه الذى تجاوز 30 مترا وهو يقول بكبرياء المنتصر .. ان الكتاب الاخضر هو خلاص للبشريه وهو ايضا يقصد (الكتاب الاخضر) الدستور الصالح لجميع الآمم.
قلت : اى نعم وعلشان كده الحارسات يؤمن بذلك ومبيسبهوش خالص لا فى الليل ولا فى النهار ... انهم ايها الحمار يعشقون الكتاب الاخضر قوى.
قال الحمار: وماله ....... اهو كله حلبسه ياعم فرشوطى وزى انت ما قلت ( كله عند العرب صابون)
( مرت فترة صمت بيننا ثم قال الحمار متسائلا) طيب والحارسات دول لاصقين فيه على طول ؟
قلت: انا عارف ياحمار باشا انت نفسك تسمع حكايتهم فى شرم الشيخ .لما كانوا معاه فى المؤتمر ملفوفين حوله كما تلتف أوراق الكرنبة حول نفسها..هل تعلم بأن فى هذا اليوم كاد المؤتمر ان يفشل بسبب ما أثرن مشكلات بروتوكولية، عندما حاولن الدخول الى القاعة مع الزعيم ومنعن، فشعرن بالفزع.
قال الحمار مستغربا: وهل فشل المؤتمر .. ام كيف تصرف رجال الامن ؟
قلت : لقد تصدى لهن الامن بمنتهى الشياكة .
قال الحمار كيف؟
قلت عمل حاجز بينهم وبين الجدافى حتى دخل القاعة ثم اغلقوا الباب .
قال الحمار بعد ان ضحك بشدة : والحارسات الحلوين عملوا ايه ؟
قلت : فرٌحن يصرخن في الشوارع .....واقذافاه .. واقذافاه" حتى خرج عليهن هاتفاً: "لا تخفن فنحن إذا متنا قديسون .. وإذا عشنا مكافحون ثوار" ..ثوار ... ثوار...فكفت الحارسات عن الندب والصراخ..

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

تاريخ القبيلة وتحكم الفرد: قراءة في جذور ثقافة اللوم

  فرشوطي محمد تُعتبر ثقافة اللوم ظاهرة متأصلة في العديد من المجتمعات الشرقية، ولها جذور تاريخية تعود إلى الأيام البدوية عندما كانت القبيلة هي الوحدة الاجتماعية الأساسية. في تلك الحقبة، كان زعيم القبيلة هو الشخص الوحيد الذي يمتلك السلطة المطلقة، والذي يقرر ما هو صواب وما هو خطأ. كان له الحق في لوم أي فرد من أفراد القبيلة في أي وقت يشاء، وبأي سبب يراه مناسبًا. هذا النهج التسلطي الذي اتسم به زعيم القبيلة، انعكس على البنية الأسرية والثقافية للمجتمع ككل. في هذا السياق، كانت الأسرة تستمد ثقافتها وسلوكها من هذه السلطة المطلقة للزعيم. فكما كان الزعيم يلوم أفراد القبيلة، كذلك كانت الأسر تلوم أبناءها. كان الأب أو الأم، بناءً على التسلسل الهرمي الذي يعكس النظام القبلي، يقررون ما هو الأفضل لأبنائهم. وغالبًا ما كان اللوم يستخدم كأداة للسيطرة والتوجيه، حيث كان يُفترض أن الكبار يرون أفضل ويفهمون أكثر من الشباب. اللوم كأداة للسيطرة في البيئة البدوية التقليدية، كانت الحياة قاسية وصعبة، مما استلزم وجود نظام صارم للحفاظ على النظام والاستقرار داخل القبيلة. وبالتالي، كان للوم دور كبير في توجيه السلوك و...

معدلة بالفوتوشوب .. بين السخرية والحكمة: يوسف زيدان يرد على علاء مبارك بشأن زجاجة البيرة: ‘اسأل والدتك

  فرشوطي محمد علق الدكتور يوسف زيدان الكاتب الروائي، على سخرية علاء مبارك نجل الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك، بشأن زجاجة البيرة التي ظهرت في إحدى الصور خلال اجتماعات مؤتمر تكوين، في المتحف الكبير منذ أيام. وقال يوسف زيدان، في بث مباشر له على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي فيس بوك: بعتوا لي قالوا حتى علاء مبارك زعلان بيقول قولوا لنا يا عفاريت قزازة البيرة دي بتاع مين؟ نقول لك يا سيدي مش بتاعة حد، وأضيف لك أنا يعني: اسأل السيدة والدتك ما هيا كانت حرم رئيس الجمهورية وعلي الملأ. وتابع زيدان: أنا فاكر في معرض فرانكفورت كانوا اختاروا الثقافة العربية ضيف شرف لمعرض فرانكفوت للكتاب وخصصوا 1000 متر للثقافة العربية والـ ١٠٠٠ متر في فرانكفورت يعني قصة مأهوله، وكلموا جامعة الدول العربية وكان المسؤول أيامها الأستاذ عمرو موسى وكلمني وقتها ووقعت المسألة دي على عاتقي. واضاف: عملت على مساحة ألف متر عرضا للثقافة العربية مظنش أنه ليه مثيل، وقبل افتتاح المعرض بيوم جاءت السيدة سوزان مبارك ومعها عمرو موسى وفاروق حسني  وإبراهيم المعلم، وكنت قاعد أشتغل بأيدي مع الشباب ولابس بنطلون جينز ومتبهدل فإبراهيم ...

صحراء الفكر: رحلة البحث عن الحقيقة

  كنت تائهًا في الصحراء، أسير بلا اتجاه، كأن الرمال تمتد بلا نهاية، والأفق يبتلع قدميّ مع كل خطوة.  الليل قد حل، والقمر يضيء السماء بنوره الفضي، يلقي ظلاله على كثبان الرمال كأنه يراقبني بصمت. شعرت بالإرهاق، فبحثت عن مأوى حتى وجدت شجرة وحيدة تقف كحارس قديم وسط العدم. جلست تحتها محاولًا استعادة أنفاسي، وفجأة، رأيتها. امرأة تجلس هناك، وكأنها جزء من المشهد، عيناها تعكس ضوء القمر، وملامحها هادئة كأنها لم تتوه قط.  شعرت أنني لم أصل إلى الشجرة صدفة… كان لا بد أن ألتقي بها، وكان لا بد أن يدور هذا الحوار   الرجل : هل أنتِ حقيقية أم أنني أهذي من العطش؟ المرأة : أنا حقيقية بقدر ما تريدني أن أكون. لكن السؤال الأهم… هل تعرف من أنت؟ الرجل : كنت أعتقد أنني أعرف، لكن الصحراء تسلب منك كل يقين… تجعل كل شيء يبدو بلا معنى . المرأة : ربما لأن المعاني التي كنت تحملها لم تكن حقيقية منذ البداية، بل مجرد أوهام صُنعت لك، فصدّقتها دون أن تسأل . الرجل : ولهذا أريد أن أمسح كل شيء… أن أبدأ من جديد. كل ما نعرفه—اللغة، القوانين، الأديان، حتى طريقة تفكيرنا—كلها صُنع بشري، لكنها تُفرض عل...