إبحث

الأربعاء، 27 مارس 2019

الفرق بين الأستاذ تابيتشي والشحات بن فكيهه العمشه والدروس الخصوصية




الواد زعبوله عمال يَلْسَن فى الكَفْرُ كله ويقول : ابن فكيهه العمشة بقى مدرس قد الدنيا ياعم فرشوطى وعامل زي المنشار وعمال يبنى فى عمارات ويشتري فى ارض وعربيات
.
قلت: اعوذ بالله منك يازعبوله بطل نق على الناس
قال: نَّقَّاقُ !!! انا مش ضفدعة ياعم فرشوطى مش بيقولك ان أشرف وأفضل انسان هو اللى يبنى وينشئ أنفسا وعقول؟
- ايوه يازعبوله كانوا بيقولوا كدا أيام ماكان التعليم زى المية والهواء وكان الإنسان يستطيع بالعلم أن يصل إلى أحلامه دائماً، ويُعتبر العلم امتدادٌ لمكارم الأخلاق أيضاً، لأن مرتبة العلماء بعد مرتبة الأنبياء.
- امال احنا ايه اللى جري لنا ياعم فرشوطى المعلمين اشتغلوا في السمسرة والأطباء وحتى بعض أساتذة في الجامعة؟
- أكل عيش يازعبوله وهذه الظاهرة لن تستمر غمة وهتزول.
- قول أكل فقر ياعم فرشوطى دى بطون فقيرة لن تشبع ابدا – الواد الشحات ابن فكيهة العمشة اصبح من اغنى اغنياء الكفر كله من الدروس الخصوصية ومبيشبعشي خالص.
وصدق من قال :'لا تُعاشِر نفساً شبعت بعد جوع فإن الخير فيها دخيل ، وعاشر نفساً جاعت بعد شبع فإن الخير فيها أصيل .'
- مش عيب يا زعبوله ان واحد أمه كانت فقيرة وبتبيع فجل يتعلم ويبقى غنى ويصبح مدرس!
- فيه فرق انك تبقى غنى من عملك وفرق انك تبقى غنى من السمسرة .... ممكن تشبع بطنك اما نفسك فلا.
- السمسرة مش حرام يا زعبوله
- دى مش سمسرة أراضي يا أستاذ فرشوطى دا سمسرة في العقل والعلم ، الدروس الخصوصية ليست أكثر من رشوة مقنعة للمدرس ... انها تدمير للمجتمع والقيم والأخلاق.
- يعنى عايز تقول ان كل اللى عند ابن فكيهة من الدروس الخصوصية يازعبولة ؟
- الدروس الخصوصية يا أستاذ فرشوطى اصبحت عملية تجارية بحتة، مافيا ..... أصبحت وسيلة لـ امثال الشحات ابن فكيهة لتحقيق أحلامهم وأمنياتهم فى الحياة، وأصبحت اسهل وسيلة لاقتناء الشقق الفاخرة والسيارة وحساب فى البنك.
- انا عارف ان الدروس الخصوصية تهدد حرمة التعليم وقدسيته – فاكر زمان يازعبوله كنا بنقول قم للمدرس وفه التبجيلا كاد المعلم ان يكون رسولا المدرس كان ايامها بيتمتع بالإخلاص والضمير الحى ويحس أنه صاحب رسالة.
- المفرض دلوقتى نقول ادفع للمدرس كى تكون ناجحا ومديرا .....المدرس أصبح تاجر والسلعة هى الطالب يا أستاذ فرشوطى
- تعرف يازعبوله الأستاذ تابيتشي؟
- انت بتجيب الاسامى دى منين ياحكيم عصرك؟
- الأستاذ تابيتشي دا مدرس علوم من منطقة ريفية محرومة في كينيا شخص غلبان ولكنه يؤمن إيمان راسخ  بأن المعلم قادرعلى تعليم بلدة بأكملها وتغيير ثقافتها ..... لم يفكر يوما في العائد المادى كان بيقبض المرتب وينفق منه 80 % لشراء الكتب والملابس للتلاميذ الفقراء ثلثهم أيتام في مدرسة ثانوية بقرية بوني.
وبرغم المشاكل العديدة اللى بتعانى منها المدرسة " مثلها مثل بعض المدراس الافريقية " الكثافة الطلابية حيث أن الأقسام التي يفترض أن تستوعب 40 تلميذاً، كانت تضم  80 تلميذاً وتشكو نقصاً في المعلمين وكان هناك معلم واحد لكل 58 طالباً".

- يعنى نفس المشاكل اللى بنعانى منها !
- ياريت كدا وبس يازعبوله
- امال فيه ايه تانى ؟
- بعض
التلاميذ تضطر للمشي 6 كيلومترات، يومياً، في دروب وعرة، للوصول إلى المدرسة التي يعمل بها تابيتشي، لكنه كان حريص على تلقين تلاميذه العلوم ومساعدتهم على التفوق رغم كل هذه الصعوبات ولم يشتكى يوما من الفقر او من الدولة .
- والأستاذ تابيتشي ده قدر يعمل ايه ؟
- حقق نجاحاً باهراً على مستوى كينيا وعلى المستوى الدولي، طلابه فازوا بجوائز عالمية في الكيمياء. و "ساعد التلاميذ على تجاوز الصعاب ومواصلة الدراسة في الجامعة، رغم شح الإمكانات"
- امال بيقولوا ان في افريقيا مشاكل جامدة قوى يا أستاذ فرشوطى مثل "ندرة الغذاء وإدمان المخدرات وحمل المراهقات والزواج المبكر
".
- دا كله اتغلب عليه الأستاذ تابيتشي
- ازاى يا أستاذ فرشوطى؟
- بالتواصل مع العائلات وإقناعها بأهمية تعليم أبنائها، لضمان عدم انقطاع الأطفال عن التعليم رغم الظروف القاسية". وكان بيعمل ندوات في البلدة ويذهب الى البيوت لإقناع العائلات بالإقلاع عن فكرة تزويج الفتيات في سن مبكرة، وتشجيعهن على مواصلة التعليم عوضاً عن ذلك.
- دا المفروض الأستاذ تابيتشي يفوز بجائزة نوبل
- فاز يازعبوله بجائزة "أفضل معلم في العالم" وقيمتها مليون دولار.
- فعلا يا أستاذ فرشوطى من جد وجد ومن زرع حصد – وماذا فعل بكل هذه الفلوس؟
- صرفها على المدرسة وعلى الطلبة
- صدق من قال "وحدها الحياة التي نحياها من اجل الاخرين هي ما تستحق العيش"
----
نشر هذا المقال فى الصحف التالية
الوسط اليوم
الجمهورية والعالم
دنيا الوطن

تأملات في طبيعة الإنسان وتفاعله مع تغيرات الزمان والمكان

  فرشوطي محمد في لحظات الصمت العميق والنظرات العميقة إلى العالم من حولنا، يتجلى الحديث الفلسفي الذي يجسد جوهر الإنسان وطبيعة الوجود.وبعدما ك...