إبحث

الثلاثاء، 13 أغسطس 2013

تحرير العقول والعقل المخبول وحمار فرشوطى

كتب – فرشوطى محمد ...فى وسط الميدان وفى ساعة القيلولة وبحرية تامة توقف الحمار معلنا انه فى حالة " تربسة " حادة. ضغطت على كلاكس السيارة بعصبية فلم يتحرك  من موضعه .
.. صرخت فى صاحب الحمار ليسحبه بعيدا كى لا يعطل حركة المرور.
-
صاح احد المتجمهرين : الصبر يا أستاذ فرشوطى دا حمارك ولا زم تستحمله.
قلت مندهشًا: ولكنه يقطع الطريق ... ويعطل مصالح المواطنين.
- رد
زعبوله : اليس له حق الاعتصام ؟
- قلت :ايه اللى جابك هنا يازعبوله انت والحمار؟ أنكم
تضرون بالمصالح العامة و الخاصة .
- همس الحمار قائلاً: وهو يضرب بحافرة عندما رأني أقترب منه : لن اعود معك الى حظيرتى ااكل التبن بلا غموس ،أنا هنا اكل برسيم طازة, وفاكهة ،وعلف مستورد .. وزعبوله بياخذ فلوس كل يوم ويأكل أفضل الأطعمة ... فلماذا تريد ان نعود معك أيها الفرشوطى ؟
قلت - سمعت يا زعبوله الحمار انطلق من عِقاله و تحرّر. واصبح ينادينى بالفرشوطى !!!!!!!!!!!
- قال زعبوله بخبث وهو يبتسم : نحن في ثورة ياعم فرشوطى والثورة تعطى لصاحبها قوة وشرعية.
قلت : وطالما الثورة تعطى لصاحبها القوة والشرعية فماذا تفعلون هنا ؟
قال زعبولة : نريد الشرعية !
ردد الحمار نفس الكلمة .
وأضاف
زعبوله :الأديان والشرائع والقوانين والدساتير تعطينا حرية التعبير
ردد الحمار نفس العبارة.
 قلت :ولكنها حثت على عدم قطع الطرق أو تدمير وإحراق المرافق والمنشآت الخاصة والعامة أو ترويع الناس وتعطيل مصالحهم.
قال زعبوله :كل شيء معطل . ولابد ان نأخذ حقوقنا بالعافية دى فرصة ولن تعوض .
قلت : كلكم مثل مخلد بن كداد اليفرني - امشي منك له عالبيت أيها الحمار وإلا حطمتك انت وزعبوله ... هناك أعمال كثيرة فى الارض تنظرنا. وبلاش انتهازية انت وهو.فلا يجوز لأحد أن يعطل إنسانا عن أداء مصلحته .
قال الحمار : لن نعود ولو اقتربت منا سوف نقف امام عدسات قنوات العالم ونظهر لهم ما تفعله بنا – حتى لو تطلب الامر ان ارفس زعبوله في وجهه واعمل له عاهة مستديمة لكى تتدخل الدول الكبرى وتعيد لنا الشرعية .
تدخل رجل كث اللحية حليق الرأس – وقال صارخا : ثكلتك امك أيها الرجل ماذا تريد منا – اخرج من هذا المكان الطاهر الذى لا يصلح لأمثالك من الليبراليين والعلمانيين .
قلت بخوف : اريد حماري
قال الرجل – ثكلتك امك أيها الجاسوس الصهيوني الكافر .. نحن هنا ندافع عن الشرعية وعن الدين .
قلت : هل ارسلك الله محاميا له .
كاد ان يفتك بى الرجل لولا تدخل زعبوله والحمار – وقال صارخا
سوف ادافع واقاتل واحارب من اجل الشرعية .. سوف اقف لهم بالمرصاد واستعد واتحصن ضد كل ما ستقولوه…
قلت : انك تخشي ان ينهار الوثن الذى بداخلك
قال الرجل : ثكلتك امك ... اى وثن؟
قلت : وثن نفسك الذى يختفى خلف وثن الجماعة . مرت فترة صمت بيننا سمعنا خلالها هتافات – الله اكبر – النصر لنا على أعداء الله.
- قال الرجل الذى امرني ان اناديه بالشيخ : اسمعت ياعدو الله.
سألته ماذا تريدون ؟
قال الشيخ : الشرعية وعودة رئيسنا .
قلت : الشعب اسقط النظام ... وللثورة شرعيتها ويجب ان تحترم.
قال الشيخ : ثكلتك امك او لم تسمع شيختا الجليل وهو يقول ان رئيسنا هدية من الله ومن يشكك في عودته يشكك في الله. ان الرسول قدّم رئسنا للصلاة ... وسيدنا جبريل جاء الى هنا ليقف معنا.
قلت لنفسي – عبدوه . واطاعوه ومجدوه .. ظلوا يكذبون حتى صدقوا انفسهم .
- سألت الشيخ – ماذا تريدون ؟
- قال : لا شيء غير الدعوة لله .
قلت : ضاحكا ... الدعوة – ام الكرسي؟
حك الرجل رأسه الصلعاء وامسك بلحيته .. ونظر لى نظرة مخيفة .. وصرخ ... زنديق ... اقتلوه .
------
نشر فى :
الجمهورية والعالم
دنيا الرأى الفلسطينية
-->

هناك تعليق واحد:

  1. انتم اوساخ والحمير هما اللى ادو التفويض عشان يتركبو

    ردحذف

فرشوطيات تشكركم على هذا التعليق الرائع -ونتمنى لكم اياما جميلة - ويسعدنا تكرار الزيارة ,

تأملات في طبيعة الإنسان وتفاعله مع تغيرات الزمان والمكان

  فرشوطي محمد في لحظات الصمت العميق والنظرات العميقة إلى العالم من حولنا، يتجلى الحديث الفلسفي الذي يجسد جوهر الإنسان وطبيعة الوجود.وبعدما ك...