التخطي إلى المحتوى الرئيسي

"الملوخية والبامية: حكاية طريفة من حياة زعبولة في زفتى"


الواد زعبولة عمال يصرخ في الكفر كله ويقول: "الملوخية هي السبب يا خويا... الملوخية هي السبب يا خلق هوه..."

قلت وأنا أقترب منه: "ده جدر البطاطا هو السبب يا ضنايا."

قال: "المرة دي الملوخية هي السبب يا عم فرشوطى!"

قلت باهتمام: "ده فيلم جديد ده ولا إيه يا واد يا زعبولة؟"

قال: "يوووووه دي مصيبة كبيرة قوي يا عم فرشوطى."

قلت متسائلاً: "مصيبة إيه دي يا وله؟"

رد زعبولة ونبرة الحزن في صوته: "الواد سعد قتل محاسن مراته يا عم فرشوطى."

"نهارك أسود يا زعبولة... قتلها فين وازاي يا بوز الأخس؟"

قال: "في قرية دهتورة يا عم فرشوطى."

قلت: "الله يخرب بيتك، ما تفوق يا ابني! إنت واكل تاتورة؟ هي فين دهتورة دي؟"

ضرب كفاً على كف ووضع يده على جبهته وقال ضاحكاً: "حلوة - حلوة - تاتورة ودهتورة، تنفع أغنية يا عم فرشوطى."

قلت صارخاً: "ما تقول يا وله جك حش وسطك، هي فين تاتورة ولا دهتورة دي؟"

وبصوت مرتفع قال: "دي في زفتى يا عم فرشوطى - في زفته!"

قلت: "نهار أبوك زفت وقطران مغلي، إيه الحكاية يا بن الـ...؟"

قال: "يا عم فرشوطى قرية دهتورة دي تابعة لمركز زفتى."

أمسكت بتلابيبه وأنا أصرخ: "انت عايز تنقطني، زفتى دي فين يا قطران؟"

قال وهو يقع على ظهره من شدة الضحك: "دي تبع طنطا، شالله يا شيخ العرب - أروح أجيب لك شوية حمص يا عم فرشوطى؟"

قلت: "ما تقول كده من الصبح - وإيه بقى اللي خلّى سعد يقتل محاسن هناك؟"

قال: "الملوخية."

قلت: "إزاي يا وله؟"

قال: "الحاج سعد قبل ما يروح الشغل طلب من خلتك محاسن تطبخ له ملوخية ولما رجع الظهر يتغدى لقى زوجته طبخة بامية..."

قلت: "وإيه المشكلة؟ ملوخية بامية، كله أكل."

قال: "لأ مش كله أكل، فيه فرق بين البامية والملوخية، وعلشان كده سعد زعل قوي واتخانق مع مراته محاسن وبقت فضيحة. سعد اتنرفز وراح جايب المسدس وقتل زوجته محاسن."

قلت: "وماتت مراته علشان الملوخية يا زعبولة؟"

قال: "أيوه يا عم فرشوطى قتلها وحاول الانتحار، قبل أن يتم القبض عليه."

قلت: "أمال لو كانت خبيزة كان إيه اللي حصل؟"


نشر فى صحيفة
شباب مصر

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

تاريخ القبيلة وتحكم الفرد: قراءة في جذور ثقافة اللوم

  فرشوطي محمد تُعتبر ثقافة اللوم ظاهرة متأصلة في العديد من المجتمعات الشرقية، ولها جذور تاريخية تعود إلى الأيام البدوية عندما كانت القبيلة هي الوحدة الاجتماعية الأساسية. في تلك الحقبة، كان زعيم القبيلة هو الشخص الوحيد الذي يمتلك السلطة المطلقة، والذي يقرر ما هو صواب وما هو خطأ. كان له الحق في لوم أي فرد من أفراد القبيلة في أي وقت يشاء، وبأي سبب يراه مناسبًا. هذا النهج التسلطي الذي اتسم به زعيم القبيلة، انعكس على البنية الأسرية والثقافية للمجتمع ككل. في هذا السياق، كانت الأسرة تستمد ثقافتها وسلوكها من هذه السلطة المطلقة للزعيم. فكما كان الزعيم يلوم أفراد القبيلة، كذلك كانت الأسر تلوم أبناءها. كان الأب أو الأم، بناءً على التسلسل الهرمي الذي يعكس النظام القبلي، يقررون ما هو الأفضل لأبنائهم. وغالبًا ما كان اللوم يستخدم كأداة للسيطرة والتوجيه، حيث كان يُفترض أن الكبار يرون أفضل ويفهمون أكثر من الشباب. اللوم كأداة للسيطرة في البيئة البدوية التقليدية، كانت الحياة قاسية وصعبة، مما استلزم وجود نظام صارم للحفاظ على النظام والاستقرار داخل القبيلة. وبالتالي، كان للوم دور كبير في توجيه السلوك و...

معدلة بالفوتوشوب .. بين السخرية والحكمة: يوسف زيدان يرد على علاء مبارك بشأن زجاجة البيرة: ‘اسأل والدتك

  فرشوطي محمد علق الدكتور يوسف زيدان الكاتب الروائي، على سخرية علاء مبارك نجل الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك، بشأن زجاجة البيرة التي ظهرت في إحدى الصور خلال اجتماعات مؤتمر تكوين، في المتحف الكبير منذ أيام. وقال يوسف زيدان، في بث مباشر له على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي فيس بوك: بعتوا لي قالوا حتى علاء مبارك زعلان بيقول قولوا لنا يا عفاريت قزازة البيرة دي بتاع مين؟ نقول لك يا سيدي مش بتاعة حد، وأضيف لك أنا يعني: اسأل السيدة والدتك ما هيا كانت حرم رئيس الجمهورية وعلي الملأ. وتابع زيدان: أنا فاكر في معرض فرانكفورت كانوا اختاروا الثقافة العربية ضيف شرف لمعرض فرانكفوت للكتاب وخصصوا 1000 متر للثقافة العربية والـ ١٠٠٠ متر في فرانكفورت يعني قصة مأهوله، وكلموا جامعة الدول العربية وكان المسؤول أيامها الأستاذ عمرو موسى وكلمني وقتها ووقعت المسألة دي على عاتقي. واضاف: عملت على مساحة ألف متر عرضا للثقافة العربية مظنش أنه ليه مثيل، وقبل افتتاح المعرض بيوم جاءت السيدة سوزان مبارك ومعها عمرو موسى وفاروق حسني  وإبراهيم المعلم، وكنت قاعد أشتغل بأيدي مع الشباب ولابس بنطلون جينز ومتبهدل فإبراهيم ...

"استغلال الدين لتضليل العقول: قصة الخماهو وجماعته النصابة"

(الخماهو) الاقرع الشجاع   منذ فترة طويلة، ظهر شخص يُلقب بـ"الخماهو"، قاد مجموعة من النصابين والمحتالين والذين يستغلون الدين لأغراضهم الشخصية. قاموا بابتكار قصص ودراسات وهمية، وتزوير الحقائق بهدف تضليل الناس وخداعهم. استغلوا فقر وجهل الناس، واستخدموا الدين كوسيلة للسيطرة على عقولهم .   ترتكز استراتيجيتهم على استغلال العقائد والتقاليد الدينية التي يعتقد الناس بها منذ القدم. قاموا بصناعة قصص وأحداث قديمة، وقد أسسوا لأنفسهم منبرًا لنشر هذه القصص الوهمية والأساطير المفبركة. ومن خلال تخديم جشعهم وجوعهم للسيطرة والثراء، نجحوا في تضليل الشعوب وتشويش عقولهم بواسطة هذه الخرافات والأكاذيب .   قام هؤلاء الأشخاص ببناء معابد ومذابح، ودفعوا الناس لتقديم القرابين والتضحيات بهدف شراء الغفران والبركة. استغلوا الخوف من الموت وما بعد الموت لجعل الناس يتمسكون بتلك العقائد المزيفة، وهكذا أصبحوا ينمون في السلطة والتأثير .   الشخص الذي يُعرف باسم "الخماهو" كان القائد الرئيسي لهذه الجماعة، وكان يستغل مواقف الناس ومشاكلهم ليزيد من نفوذه. بغض النظر عن مشكلات...