التخطي إلى المحتوى الرئيسي

حقيقة نهاية العالم في مارس 2020 واشاعات الإخوان فى كتاب أخبار الزمان و فيروس كورونا وعجائب البلدان والعمران




كتب :فرشوطى محمد : تعد ظاهرة ترويج الشائعات من أكثر الإشكاليات التي يعاني منها المجتمع ، وخاصة فى الدول النامية، لما لها من آثار مدمرة اجتماعيا واقتصاديا وسياسيا.وها نحن نري كم الاشاعات المدمرة من أخبار زائفة تنتشر في المجتمع بشكل سريع و تُتداول على مواقع الشبكات العنكبوتية بين العامة ظناً منهم على صحتها . ودائماً ما تكون هذه الأخبار شيقة و مثيرة لفضول المجتمع ودائما ما تفتقر إلى المصدر الموثوق الذي يحمل أدلة على صحة الأخبار.
وخد على سبيل المثال لا الحصر بعد انتشار فيروس كورونا والخوف الذى اربك المجتمع كثرت الشائعات وعمليات البحث عن أدعية واعشاب للشفاء من الفيروسات ،انتشر فى هذه الأيام شائعة عن كتاب اسمه أخبار الزمان للكاتب إبراهيم بن سالوقية، تزامنا مع انتشار وباء كورونا اللعين.
وكعادة الجماعات الإسلامية فى ترويج الشائعات ونشر الأكاذيب والأقاويل غير المحققة والظنون الكاذبة من غير أن يتثبتوا صحتها. انتشر البحث عن الكتاب كما تنتشر النار فى الهشيم.
وانتشرت على صفحات الشبكة العنكبوتية وعلى صفحات الجرائد الالكترونية العديد من عمليات البحث المتعددة علي كتاب أخبار الزمان لـ بن سالوقية الذي تنبأ بنهاية العالم.
والمصيبة الكبرى ان الشائعة راجت بين العامة  وزاد البحث عن كتاب اخر الزمان لابن سالوقية لمعرفة حقيقة المقوله المنسوبه له
والتي تنبأ فيها بأحداث كورونا من خلال أخبار الزمان، وتناقلوا منه إحدى صفحاته المزعومة والتي تحمل رقم 365 وتضمن نصها: "حتى إذا تساوى الرقمان (20=20)، وتفشى مرض الزمان، منع الحجيج، واختفى الضجيج، واجتاح الجراد، وتعب العباد، ومات ملك الروم، من مرضه الزؤوم، وخاف الأخ من أخيه، وكسدت الأسواق، وارتفعت الأثمان، فارتقبوا شهر مارس، زلزال يهد الأساس، يموت ثلث الناس، ويشيب الطفل منه الرأس".
لكن في الحقيقية بعد البحث والاستفسار، لم أجد شخص فى التاريخ الإسلامي يحمل اسم إبراهيم بن سالوقيه، الذي تنبأ بنهاية العالم ، واخبار فايروس كورونا.
وبعد التعمق في تاريخ الكتب وجدت ان هذه المقولة مؤلفه حديثا خصوصا عندما ذكر من خلالها شهر مارس حيث لم يتم اثبات ان الشعوب القديمة كانوا يتعاملون بالتقويم الميلادي كما أن العلماء المسلمين لم يكونوا يدونوا الأحداث بالأشهر الميلادية وإنما بالأشهر القمرية، وتم البحث في جميع المعاجم والشخصيات القديمه والحديثه فلم أعثر عليه وتأكدت انها شخصية وهمية من وحى صناع الاشاعات.
ومع أننا أثبتنا ان إبراهيم بن سالوقيه غير معروف وليس له وجود فإن كتاب "أخبار الزّمان" معروف وموجود لكنه من تأليف أبو الحسن عليّ بن الحسين بن علي المسعودي، وهو من علماء العرب في زمانه.
واسم الكتاب: «أخبار الزمان ومن أباده الحدثان.. وعجائب البلدان والغامر بالماء والعمران»، وكتبه علي بن الحسين بن علي، المعروف باسم أبو الحسن المسعودي، وهو من ذرية عبد الله بن مسعود. يبلغ عدد صفحات الكتاب الحقيقي 278 صفحة فقط، بما يعني أنه لا وجود فيه للصفحة المذكورة 365،
العقل يحكم نفسه والقارى لا بد ان يعي ماهو مكتوب حتى لا يصدق اي شي يقال في هذا الزمان وما تمر به البلدان مع انتشار فايروس كورونا واغلاق دور العبادة والمساجد لا يعنى ذلك ان نصدق كل مايقال او يكتب على صفحات التواصل الاجتماعي وغيرها.
أما عن نبؤة نهاية العالم ، فلا يوجد أي مستند صحيح  او حديث لرسول الله يتحدث عن نهاية العالم بهذه الطريقة فقد وضح لنا عليه افضل الصلوات والسلام علامات الساعة الصغرى والكبرى، فكل ما يتم تداوله على مواقع التواصل الاجتماعي، والمواقع الإلكترونية ينافي ما جاء بالسنة النبوية والقرآن الكريم.
وبعد كل ذلك يجب على الجميع تجنب الاشاعات قدر المستطاع والبحث جيدا حول اي موضوع مثير للاهتمام قبل تصديقه لان كثرة الاشاعات تدمر الدول وتعتبر من أخطر الأسلحة الفتاكة والمدمرة للمجتمعات والأشخاص.

نشر فى الصحف التالية:
الجمهورية والعالم

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

تاريخ القبيلة وتحكم الفرد: قراءة في جذور ثقافة اللوم

  فرشوطي محمد تُعتبر ثقافة اللوم ظاهرة متأصلة في العديد من المجتمعات الشرقية، ولها جذور تاريخية تعود إلى الأيام البدوية عندما كانت القبيلة هي الوحدة الاجتماعية الأساسية. في تلك الحقبة، كان زعيم القبيلة هو الشخص الوحيد الذي يمتلك السلطة المطلقة، والذي يقرر ما هو صواب وما هو خطأ. كان له الحق في لوم أي فرد من أفراد القبيلة في أي وقت يشاء، وبأي سبب يراه مناسبًا. هذا النهج التسلطي الذي اتسم به زعيم القبيلة، انعكس على البنية الأسرية والثقافية للمجتمع ككل. في هذا السياق، كانت الأسرة تستمد ثقافتها وسلوكها من هذه السلطة المطلقة للزعيم. فكما كان الزعيم يلوم أفراد القبيلة، كذلك كانت الأسر تلوم أبناءها. كان الأب أو الأم، بناءً على التسلسل الهرمي الذي يعكس النظام القبلي، يقررون ما هو الأفضل لأبنائهم. وغالبًا ما كان اللوم يستخدم كأداة للسيطرة والتوجيه، حيث كان يُفترض أن الكبار يرون أفضل ويفهمون أكثر من الشباب. اللوم كأداة للسيطرة في البيئة البدوية التقليدية، كانت الحياة قاسية وصعبة، مما استلزم وجود نظام صارم للحفاظ على النظام والاستقرار داخل القبيلة. وبالتالي، كان للوم دور كبير في توجيه السلوك و...

معدلة بالفوتوشوب .. بين السخرية والحكمة: يوسف زيدان يرد على علاء مبارك بشأن زجاجة البيرة: ‘اسأل والدتك

  فرشوطي محمد علق الدكتور يوسف زيدان الكاتب الروائي، على سخرية علاء مبارك نجل الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك، بشأن زجاجة البيرة التي ظهرت في إحدى الصور خلال اجتماعات مؤتمر تكوين، في المتحف الكبير منذ أيام. وقال يوسف زيدان، في بث مباشر له على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي فيس بوك: بعتوا لي قالوا حتى علاء مبارك زعلان بيقول قولوا لنا يا عفاريت قزازة البيرة دي بتاع مين؟ نقول لك يا سيدي مش بتاعة حد، وأضيف لك أنا يعني: اسأل السيدة والدتك ما هيا كانت حرم رئيس الجمهورية وعلي الملأ. وتابع زيدان: أنا فاكر في معرض فرانكفورت كانوا اختاروا الثقافة العربية ضيف شرف لمعرض فرانكفوت للكتاب وخصصوا 1000 متر للثقافة العربية والـ ١٠٠٠ متر في فرانكفورت يعني قصة مأهوله، وكلموا جامعة الدول العربية وكان المسؤول أيامها الأستاذ عمرو موسى وكلمني وقتها ووقعت المسألة دي على عاتقي. واضاف: عملت على مساحة ألف متر عرضا للثقافة العربية مظنش أنه ليه مثيل، وقبل افتتاح المعرض بيوم جاءت السيدة سوزان مبارك ومعها عمرو موسى وفاروق حسني  وإبراهيم المعلم، وكنت قاعد أشتغل بأيدي مع الشباب ولابس بنطلون جينز ومتبهدل فإبراهيم ...

"استغلال الدين لتضليل العقول: قصة الخماهو وجماعته النصابة"

(الخماهو) الاقرع الشجاع   منذ فترة طويلة، ظهر شخص يُلقب بـ"الخماهو"، قاد مجموعة من النصابين والمحتالين والذين يستغلون الدين لأغراضهم الشخصية. قاموا بابتكار قصص ودراسات وهمية، وتزوير الحقائق بهدف تضليل الناس وخداعهم. استغلوا فقر وجهل الناس، واستخدموا الدين كوسيلة للسيطرة على عقولهم .   ترتكز استراتيجيتهم على استغلال العقائد والتقاليد الدينية التي يعتقد الناس بها منذ القدم. قاموا بصناعة قصص وأحداث قديمة، وقد أسسوا لأنفسهم منبرًا لنشر هذه القصص الوهمية والأساطير المفبركة. ومن خلال تخديم جشعهم وجوعهم للسيطرة والثراء، نجحوا في تضليل الشعوب وتشويش عقولهم بواسطة هذه الخرافات والأكاذيب .   قام هؤلاء الأشخاص ببناء معابد ومذابح، ودفعوا الناس لتقديم القرابين والتضحيات بهدف شراء الغفران والبركة. استغلوا الخوف من الموت وما بعد الموت لجعل الناس يتمسكون بتلك العقائد المزيفة، وهكذا أصبحوا ينمون في السلطة والتأثير .   الشخص الذي يُعرف باسم "الخماهو" كان القائد الرئيسي لهذه الجماعة، وكان يستغل مواقف الناس ومشاكلهم ليزيد من نفوذه. بغض النظر عن مشكلات...