إلى كل رجل ترتعد ذاته أمام حضور المرأة، وإلى صديقي الذي تتهاوى حصونه ويتداعى صمته عند ملامسة أناملها، وإلى كل النساء اللواتي احتضنتني قلوبهن وأروينني من رحيق الحب حتى انكشفت لي صناديق أسرارهن، أكتب هذه الكلمات امتنانًا لما خبأته الأرواح من رؤى وألغاز.
هو: لماذا تبكين؟
هي: لقد مللت الحياة، لا طعم فيها.
هو: إذن، أعطني قبلة.
هي: ولماذا القبلة تحديدًا؟
هو: لكي تشعري بلذة الحياة.
هي: وهل القبلة تكفي لمنح الحياة طعمًا؟
هو: بل الحياة ذاتها، بدون شفتين تتذوق، تصير بلا طعم.
هي: فلنجرب إذن.
)بعد القبلة(
هو: انظري في عينيكِ... الدموع جفت، ووجهك أشرق، جرى الدم في عروقك، وانطلق قلبك يرقص كطائر سعيد.
هي: آه... حقًا! أشعر الآن بنكهة جديدة للحياة.
هو: هل تعلمين؟ القبلة هي سر الشهد؛ من خلالها تزهرت الورود، ولونت الطبيعة، وصنعت مياه البحار، وكل ألوان الجمال بدأت منها وتعود إليها.
هي: أنت خيالي... رومانسي.
هو: نعم، أنا خيالي ورومانسي... وهل هناك ما هو أجمل من الخيال؟ في الخيال أبني مدينتي الفاضلة، عوالم من ياسمين وإيقاعات متناغمة، ممالك مشيدة وأخرى تتهدم. أتصور نفسي قيسًا وعنترة وأبو نواس.
هي: وهل تخيلتني قبل أن تراني؟
هو: لطالما تخيلت المرأة فراشة في بستان أحلامي. قبل أن أراكِ كنت أرسم ملامحك في أروقة عقلي، وأتجول في شوارع قلبي. لقد أحببتك منذ كنت خيالًا.
هي: والآن، بعدما صرتُ حقيقة، أتحبني؟
هو: الحب يكبر حينما يقابل الحقيقة، وحتى لو كانت الحقيقة أحيانًا مُرة أو صادمة، فإنها تظل ساحرة.
تعليقات
إرسال تعليق
فرشوطيات تشكركم على هذا التعليق الرائع -ونتمنى لكم اياما جميلة - ويسعدنا تكرار الزيارة ,